للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقول الشيخ : «والرب: هو المعبود». والرب الخالق لكل شيء المربي لعباده بنعمه هو المستحق للعبادة .

«والدليل قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون (٢١) الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ فِرَاشاً وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقاً لَّكُمْ فَلَا تَجْعَلُوا لِلّهِ أَندَاداً وَأَنتُمْ تَعْلَمُون (٢٢)[البقرة]». فأمر الله جميع الناس أن يعبدوه ويتركوا عبادة ما سواه، وهذا هو معنى «لا إله إلا الله»، وذكر المعاني المقتضية لعبادته وهي: أنه خالقهم وخالق آبائهم وخالق السماوات والأرض، وهو الذي ينزِّل الغيث ويخرج الأرزاق، ومَن هذا شأنه فهو المستحق للعبادة، فقوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾ هذا يتضمن إثبات العبادة لله، وقوله: ﴿فَلَا تَجْعَلُوا لِلّهِ أَندَاداً﴾ [البقرة: ٢٢] يتضمن نفي إلهية من سوى الله؛ لأنه تعالى لا ند له.

«قال ابن كثير رحمه الله تعالى:» المفسر الشهير في «تفسير القرآن العظيم» «الخالق لهذه الأشياء هو المستحق للعبادة» (١). نعم، خالق السماوات والأرض، الذي جعل ﴿السَّمَاء بِنَاء وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ﴾ [البقرة: ٢٢] أرزاقًا للعباد، هو الذي يستحق أن يُعبد، هذا موجَب العقل، فمن عبد مع الله غيره؛ فقد ضل عن الصراط المستقيم، وعدل بالله العظيم مَنْ ليس مِثله، والله تعالى لا مِثل له، ومن عبد مع الله غيره؛ فقد جعله ندًا لله، ومثيلًا لله.


(١) تفسير ابن كثير (١/ ١٩٧) بمعناه.

<<  <   >  >>