للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أي: فرض عليكم الصيام، والمراد: «صيام شهر رمضان» كما بين ذلك في الآية التي بعدها ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ﴾ إلى قوله: ﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ﴾ [البقرة: ١٨٥].

وقال : «بني الإسلام على خمس» (١)، وذكر: صيام رمضان، فصيام شهر رمضان هو أحد مباني الإسلام.

قال الشيخ: «ودليل الحج قوله تعالى: ﴿وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين (٩٧)[آل عمران]».

هذا هو الركن الخامس من أركان الإسلام ومبانيه العظام؛ فرضه الله على المستطيع من عباده مرة في العمر.

يقول الشيخ : «المرتبة الثانية»: من مراتب الدين، «الإيمان»، وهي أعلى من التي قبلها؛ لأنها تتعلق باعتقاد القلب.

قال الشيخ: «وهو» أي؛ الإيمان: «بضع وسبعون شعبة، فأعلاها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان (٢)».

فالإيمان له شعب كثيرة ظاهرة وباطنة، أفضلها كلمة التوحيد «لا إله إلا الله»، وهي أصل دين الرسل كلهم من أولهم إلى آخرهم، وهي مع شهادة «أن محمدًا رسول الله»، أصل هذا الدين الذي بعث الله به محمدًا ، فهما جميعًا أصل واحد وبناء واحد، وأدنى هذه الشعب


(١) رواه البخاري (٨)، ومسلم (١٦) من حديث ابن عمر .
(٢) رواه مسلم (٣٥) بنحوه من حديث أبي هريرة .

<<  <   >  >>