للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بقارئ. قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجَهْد ثم أرسلني، فقال: اقرأ، قلت: ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني، فقال: اقرأ. فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني فقال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَق (١) خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَق (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَم (٣)﴾» (١)، وبهذا صار نبيًا.

«وأرسل ب ﴿الْمُدَّثِّر﴾»؛ لأن فيها التنصيص على الأمر بالنذارة.

«وبلده مكة، وهاجر إلى المدينة» ثم ذكر الشيخ بلد الرسول ، وهي مكة؛ البلد الحرام وأفضل بلاد الله، وأحب البلاد إلى الله.

إذًا؛ فالله تعالى اصطفى أفضل الرسل من أفضل البلاد، وأفضل الشعوب وأشرف القبائل .

قال الشيخ: «بعثه الله بالنذارة عن الشرك، ويدعو إلى التوحيد، والدليل قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّر (١) قُمْ فَأَنذِر (٢) وَرَبَّكَ فَكَبِّر (٣) وَثِيَابَكَ فَطَهِّر (٤) وَالرُّجْزَ فَاهْجُر (٥) وَلَا تَمْنُن تَسْتَكْثِر (٦) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِر (٧)[المدثر]، ومعنى: ﴿قُمْ فَأَنذِر (٢)﴾: ينذر عن الشرك، ويدعو إلى التوحيد، ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّر (٣)﴾: أي عظمه بالتوحيد، ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّر (٤)﴾: أي طهر أعمالك عن الشرك، ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُر (٥)﴾؛ الرجز: الأصنام، وهجرها: تركها والبراءة منها وأهلها».

المدثر هو: الملتحف؛ لأنه جاءه الملك وهو على هذه الحال، وقوله تعالى: ﴿قُمْ فَأَنذِر (٢)﴾ أنذر الناس عذاب الله وحذرهم من أسبابه، ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّر (٣)﴾: عظمه بتوحيده وإخلاص الدين له وطاعته، ﴿وَثِيَابَكَ


(١) رواه البخاري (٣)، ومسلم (١٦٠) من حديث عائشة .

<<  <   >  >>