والنعمة تشمل الطاعة أيضًا؛ بل إن نعمة الإيمان والطاعة لله أعظم من النعم الدنيوية، وعلى المسلم الشكرُ إزاء النعم، والصبر عند المصيبة، والتوبة والاستغفار عند اقتراف الذنب، قال الله ﷾: ﴿وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ﴾ [آل عمران: ١٣٥]، وقال ﷺ:«عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خيرٌ، وليس ذاك إلا للمؤمن؛ إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرًا له»(١).
فقوله:«وأن يجعلك ممن إذا أُعطي» أي: إذا أعطاه الله نعمة من النعم شكرها واستعملها في طاعته ﷾.
«وإذا ابتُلي» بمصيبة صبر وحبس لسانه وجوارحه عن فعل ما لا يحل.
«وإذا أذنب استغفر»، وهذه الأمور كلها أمَرَ الله بها، وأثنى على فاعليها.
وقول الشيخ:«فإن هؤلاء الثلاث عنوان السعادة» إي والله، من كان قائمًا بالواجب عليه في كل هذه الأحوال، كان ذلك عنوانًا على سعادته وتوفيق الله له.
فكن أيها المسلم شاكرًا صابرًا توابًا منيبًا، فما أحسن هذه الدعوات الطيبة من الشيخ لطالب العلم.