أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُم مَا كَانُوا يَعْمَلُون (٨٨)﴾ [الأنعام]، وإذا كان من أنواع الشرك الأصغر فغايته أن يحبط العمل الذي قارنه الرياء، ولا يحبط جميع أعماله الأخرى التي أخلص فيها لله.
وقول الشيخ:«فإذا عرفت أن الشرك إذا خالط العبادة أفسدها وأحبط العمل وصار صاحبه من الخالدين في النار؛ عرفت أن أهم ما عليك هو معرفة ذلك» فإذا عرفت أن هذا خطر، فمن الحكمة والعقل أن يعرف الإنسان الأمور الخطرة التي فيها ضرر ليتقيها، فالإنسان إذا عرف خطر الشرك اتقاه وحذره وسأل ربه أن يعصمه منه، أما إذا كان لا يعرف خطر الشرك فإنه لا يبالي ولا يخاف منه، فربما وقع فيه وهو لا يدري.
وقوله:«لعل الله أن يُخلصك من هذه الشبكة» شبه الشرك كأنه مصيدة من وقع فيه هلك، كالطائر إذا وقع في الشبكة، ثم بين ما هي الشبكة فقال:«وهي الشرك بالله الذي قال الله تعالى فيه: ﴿إِنَّ اللّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء﴾ [النساء: ٤٨]»، وهذا هو الشرك الأكبر.
والشرك الأكبر يتميز بثلاث خصائص:
أولًا: أنه لا يُغفر.
ثانيًا: أنه موجب للخلود في النار.
ثالثًا: أنه يحبط جميع الأعمال.
ودليل ذلك هذه النصوص؛ قال ﷾: ﴿إِنَّ اللّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاء﴾، وقال تعالى: ﴿إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ