للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وَمَعِيَّةُ المولى بنصرٍ فاستوى ... (ثانيهِ في الغار الذي سدَّ الكُوَى)

(بِرِدائِهِ أكرِمْ به مِنْ ثان)

مُذْ حَلَّ مع طه تكامل مَغْنَما ... وبقولِ "لا تحزنْ" تشجَّعَ واحتما

فَعَلَتْهُ بعدُ سكينةٌ ممن سما ... (وتجلَّلتْ معه ملائكةُ السما)

(وأتتهُ بشرى الله بالرضوان)

ما زال يقْفُو فعلَ طه المجتبى ... ويسيرُ مهما سار مَعْهُ تحبُّبَا

فهو الذي في الله حَبَّ تقرُّبا ... (وجفا الغِنَى حتى تَجَلْبَبَ بالْعبا)

(زهدًا وأظعنَ أيَّمَا إظعان)

أمضَى لواءً للنبي بِنُبْلِهِ ... لتزولَ آثارُ الغُوَاة بطَوْله

وتدومَ أعلامُ الهداة بفضله ... (قَتَلَ الذي منع الزكاةَ بجهله)

(وأذَلَّ أهلَ البغي والعدوان)

فاق الصحابةَ كلَّهم بمكارمٍ ... إذ كان بحرَ معارفٍ ومراحمٍ

وأبا هدىً ونَدىً وصدقِ عزائمٍ ... (وهو الذي لم يخشَ لومةَ لائمٍ)

(في قتل أهل الكفر والطغيان)

أفتى الردى بشجاعةٍ بَذَلَ النَّدا ... أجلى الصدا بشهامةٍ قمع العدا

حَازَ المفاخرَ كم لذلك أرشدا ... (سبق الصحابةَ والقرابةَ للهدى)

(هو شيخهم في العدل والإِحسان)

حاوى فضائلَ في الأنامِ جزيلةٍ ... وخصالِ بِرٍّ خامرته جليلةٍ

مَنْ مثلُهُ يسمو بكلِّ جميلةٍ ... (واللهِ ما سبقوا لمثل فضيلةٍ)

(مثلَ استباق الخيل يوم رهان)

إلَّا أبي فيها كشمس سمائها ... أو مثلَ جوهرة زهت بضيائها

<<  <   >  >>