وكذاك ما راموا محلَّ سنائها ... (إلَّا وصار أبي إلى علْيَائها)
(فمكانُهُ منهم أجلُّ مكان)
فاللهُ أكرمه بأفضلِ رِفده ... إذ فاز بالهادي ففاق بسعدِهِ
فسما الذُّرَى مَنْ ذا يقولُ بردِّهِ ... (وإذا أراد الله نُصرَةَ عبده)
(مَنْ ذا يُطِيْقُ له على خِذلان)
واللهُ خَصّ أبي بخيرٍ نائبِ ... وأبادَ أعداهُ بسهمٍ صائبِ
خَلَفَ النبيَّ فكان أفضلَ نائبِ ... (جمع الإِلهُ المؤمنين على أبي)
(فاستبدلوا من خوفهم بأمان)
ذَا مَحْتَدِي مَنْ رامه فَلْيقْتني ... ليرى المقامَ فبالمحبةِ يعتني
فإذًا أقول لمن صَفَى وأحبَّني ... (مَنْ حبَّنِي فَلْيَجْتنِبْ مَنْ سبَّنِي)
(إن كان صانَ محبَّتي ورعاني)
جانِبْ مودَّةَ من ألمَّ بمبغض ... فالزَّينُ تسري فيه وَصمةُ مُمْرضِ
تَعِسَتْ محبةُ من يُلِمُّ بمعرضِ ... (فإذا مُحِبي قد ألمَّ بمبغِضي)
(فكلاهما في بغضنا سيَّان)
من ودَّني يحظى بعز مطرِبٍ ... والله يُسعفهُ بخيرٍ صيِّبٍ
أوَليس يعلمُ حِظْوَتي بمُطَيِّبٍ ... (إِني لَطَيِّبّةَ خُلِقتُ لطيّبٍ)
(ونساءُ أحمدَ أطيبُ النسوان)
فأنا التي مما يُشين سليمةٌ ... محفوظة قد زيَّنتني شيمة
وخصالُ برٍّ في الأنام وسيمة ... (إني لَصادقةُ المقال كريمة)
(إِيْ والذي ذلَّتْ له الثقلان)
وقد اصطفاني خالقي لصفيّهِ ... فحُمِيتُ من سوء الزمان وغيِّهِ