للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

التحقيق أن "رب" مضمرةٌ بعد الواو كما ذكر، فالجر بها لا بالواو، إذ العاطف لا يختص بعملٍ لكونه غير مختصٍ بمعمول، فالواو في قوله: وقاتم الأعماق

(وبلدٍ عاميةٍ أعماؤه) (١)

هي الواو في جاءني زيدٌ وعمرو؛ والعاطف يشترك ما بعده في إعراب ما قبله، ويدل على صحة هذا من كونها (٢) مقدراً بعدها الجار وهو رب، وقوع غيرها من حروف العطف التي لا يُمترى في أنها عاطفة لا جارة هذا الموقع.

فمن ذلك الفاء في مثل قول الهذلي (٣):


(١) عامية أعماؤه: مظلمة ظلماته، وهو من باب المبالغة مثل قولهم ليل لائل. الأعماء: ج. عمى بوزن فتى.
قائله رؤبة، ونسبه بعضهم لأبيه العجاج ( .. - ٩٠/ ٧٠٨) وصلته بعده:
كأن لو أرضه سماؤه
وهو في الديوان: ٣، الصحاح، المحكم، اللسان، مقاييس اللغة (عمي). أوضح المسالك ٣: ٢٨٦.
(٢) في (ج): كونه.
(٣) المتنخل الهذلي، مالك بن عويمر بن عثمان، شاعر جاهلي (؟ ). الشعر والشعراء ٢: ٦٥٩، الأغاني ٢٠: ١٤٥، معجم الشعراء: ٢٥٧.
المروط: جمع مرط، وهو الثوب من الخز. الرياط: جمع ريطه، وهو ضرب من الثياب.
والشاهد في ديوان الهذليين ٢: ١٩، وروايته فيه "بهن وحدي". أمالي ابن الشجري ١/ ٣٦٦، الإنصاف ١/ ٣٨٠، شرح المفصل ٢: ١١٨.

<<  <   >  >>