للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(يا أيها المائح دلوي دونكا) (١)

(إني رأيت الناس يحمدونكا)

قالوا: أراد: دونك دلوي، فقوله: دلوي في موضع نصب –على هذا- بقوله: دونك. وتوله الآخرون على أنه إخبارٌ معناه الأمر، فجعلوا "دلوي" في موضع مبتدأ و"دونك" خبره فكأنه نبهه (٢) عليها بالإخبار عنها بالقرب منه؛ قالوا: ويجوز أن يكون في موضع نصبٍ بفعل مضمرٍ دل عليه "دونك"، كأنه قال: خذ دلوي؛ والقياس مع هؤلاء لضعف هذه الكلم وقصورها عن قوه الأفعال.

وكل هذه الكلم مبنيةٌ، لأنها إما محكيةٌ كالجار والمجرور، والظرف المضاف، إذا قلت عليك وإليك ودونك ووراءك، قال


(١) المائح: الرجل يكون في جوف البئر يملأ الدلاء، فإن كان وقوفه على شفير البئر ينزع الدلاء ويجذبها فهو ماتح. دونكا: خذ، دلوي: مفعول به مقدم لدونك، وبهذا الظاهر أخذ الكسائي وجماعة من الكوفيين، وبنوا عليها قاعدة حاصلها أنه يجوز تقديم معمول اسم الفعل عليه، ولم يرتض البصريون ذلك.
والشاهد من كلام راجز جاهلي من بني أسيد بن عمرو بن تميم.
حماسة أبي تمام ٢: ١١٢، الجمهرة ٢: ١٩٧، أسرار العربية: ١٦٥، الإنصاف ٢٢٨، شرح المفصل ١: ١١٧، شذور الذهب: ٤٠٧، أوضح المسالك ٣: ١٢٠، مغني اللبيب ٢: ٦٧٤.
(٢) في (د): نبه عليه.

<<  <   >  >>