للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والعدد من العدد، فكانت هذه الإضافة – على ما حرر هؤلاء – إضافةً بمعنى "من".

فعلى هذا ينبغي أن يكون في قولهم: ثلاثمائة درهم وبابه إضافتان الأولى بمعنى "من" والأخرى بمعنى اللام، وعلى هذا التعليل كلامٌ يدق عن هذا المختصر فلا نطيل به، بل قد نبهنا عليه.

وكان القياس عندهم على (١) ما استقر من إضافة العدد القليل إلى جمعٍ لا مفردٍ، حين قلت: ثلاثة رجال، وخمس نساء أن يقال في ثلاثمائةٍ وأخوانها: ثلاث مئاتٍ أو مئين حتى تقع إضافة العدد القليل إلى الجمع لا إلى المفرد، لكن هذا من الموضع التي غلب فيها الاستعمال القياس، واستغني فيها بالمفرد عن الجمع. على أنه قد جاء في الشعر:

( ................... ... وخمس مئيٍ منها قسيٌ وزائف) (٢)

وكذا جاء فيه "ثلاث مئين"، وذلك أصل في القياس مرفوض، راجعه الشاعر، وللشاعر مراجعة الأصول المرفوضة في كثير من ضروراته.

ومنزلة الألف مما قبله منزلة المائة في التشبيه والحمل، حتى


(١) على: ساقطة من (آ) و (ج).
(٢) القسي: الزائف من الدراهم، سمي بذلك لقسوته وصلابته وشدته. الزائف: الرديء. والشاهد لمزرد (٠٠ – ١٠/ ٦٣٣) وصدره في الجمهرة ٣: ١٤.
(فكانت سراويل وسحق عمامة)
إصلاح المنطق ١/ ٢٠٠ وفي اللسان (قسي) و (مأي):
وما زودوني غير سحق عمامة.

<<  <   >  >>