للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولتعريفها وتمكنها فيه (١) ذهب كثير من النحويين (٢) إلى أنها أعرف المعارف وقالوا: هي معرفة بجهتين بالقلب (٣) والعين.

على أنهم قد انقسموا في القول بأعرف المعارف ما هو بحسب انقسام المعارف كمن يقول (٤) بهذا ومن يقول بالعلم ومن يقول بالمضمر، وبالباقي منها. وليس ذا موضع ذكر حججهم باستقصاء.

وأما كونها مبهمة مع كونها معارف فهو أنها لا يشار بها إلى شيء، فيقتصر بها عليه حتى لا تصلح لغيره، ألا ترى أنك كما تقول: ذا زيد، تقول: ذا عمرو؛ بل وينتقل هذا الاسم في الإشارة (٥) به إلى الأنواع المختلفة والأجناس المتباينة؛ فتقول ذا فرسي، وذا رمحي، وذا ثوبي، وذا عملي، وذا أكلي، وذا شربي، وذي حركتي، وذا سكوني، فيقع اسم الإشارة كما ترى على هذه المختلفات ولا يختص بواحد منها دون آخر، وهذه حقيقة الإبهام؛ فلذلك قيل لها: مبهمة


(١) في (ج): منه.
(٢) في هذا الرأي هو رأي ابن السراج محمد بن السري «٠٠ - ٣١٦/ ٩٢٩» والسيرا في الحسن بن عبدالله «٢٨٤/ ٨٩٧ - ٣٦٨ - ٩٧٩»، ونحويي الكوفة. انظر الإنصاف: ٧٠٧.
(٣) في (ج): القلب.
(٤) في (ج) قال.
(٥) به: ساقطة من «ج».

<<  <   >  >>