للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثنى عن اثنين اثنين، وثلاث عن ثلاثة ثلاثة، ورباع عن أربعة أربعة، وكذلك بقية الإعداد إلى العشرة، المسموع منها والمقيس.

وفائدة هذا العدل الاختصار مع المبالغة، فإن سميت بشيء من هذه الأوصاف المعدولة عاقب التعريف الوصف، فامتنع الاسم في التعريف من الصرف لاجتماع التعريف والعدل فيه.

ومن ذلك أخر في قولك: مررت بنسوة أخر، فأخر جمع لأخرى كالكبر في جمع الكبرى والصغر في جمع الصغرى، وفعلى التي مذكرها أفعل، إذا لم تضف لم تستعمل إلا بالألف واللام كقولك: صغراهن وكبراهن، والصغرى والكبرى، وفي الأمثال "صغراها مراها" (١).

وجمع فعلى هذه جار مجراها في أنه لا يستعمل معرى من الإضافة، والألف واللام، كقولك: صغراها وكبراها، والصغر والكبر، وفي التنزيل {إنها لإحدى الكبر} (٢)، ولهذا عاب الناس على أبي نواس قوله (٣):

(كأن صغرى وكبرى من فواقعها ... حصباء در على أرض من الذهب) (٤)


(١) مجمع الأمثال ١: ٣٩٨. فرائد اللآل ١: ٣٣٦ "صغراهن شراهن" ويروي "صغراها شراها" ويروى "مراها" يضرب لأصحاب الشرة.
(٢) [المدثر ٧٤].
(٣) الحسن بن هاني (١٤٦/ ٧٦٣ - ١٩٨/ ٨١٤)، الحكمي بالولاء، وقد نظم في جميع أنواع الشعر، وأجود شعره خمرياته.
الشعر والشعراء ٢: ٧٩٦، وفيات الأعيان ١: ١٣٥، الخزانة ١: ١٦٨.
(٤) يصف خمرًا وما عليها من الحبب شبه الحبب باللؤلؤ والخمر تحته بأرض من ذهب الفواقع: ج فاقعة ويراد بها نفاخة الماء. وقد عابه بعضهم لكونه استعملها نكرة، وهذا الضرب لا =

<<  <   >  >>