للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الهمزة، ولا يلزم في كل صفة ولا اسم علم أو غير علم أن يستعمل على زنة أحمد، وأفكل، وأبيض.

فإن كان وزنًا يكثر في الأسماء كما يكثر في الأفعال لم يمتنع من الصرف في قول الجمهور كفعل، لأن طللاً وجملاً وحملاً وما جرى هذا المجرى كثير في الأسماء كما يكثر في الأفعال دخل وخرج وأكل وما كان على هذا الوزن.

والمعدول من الأسماء، يمتنع من الصرف إذا كان معرفة كعمر وزفر، لأن عمر معدول عن عامر وزفر معدول عن زافر، ففيهما علتان: التعريف والعدل. ووزن "فعل" ينقسم في الكلام أربعة أقسام: أحدها أن يكون علمًا كعمر وزفر وقثم، فيمتنع من الصرف لما ذكرنا.

والآخر أن يكون وصفًا، كحطم من قوله:

قد لفها الليل بسواق حطم (١)

فهو مصروف، لأنه لبس بمعدول، لأنك تلحقه الألف واللام، فتقول:


(١) سواق حطم: شديد السوق لابله. فكأنها يحطمها لشدة سوقه. لفها بسواق: ضمها إليه. والبيت من أرجوزة لرشيد بن رميض العنزي، وكان شريح القيسي غزا اليمن في جموع من ربيعة، فغنم وسبا بعد حرب كانت بينه وبين كندة، أسرقيها فرعان عن الأشعث بن قيس، وأخذ على طريق مفازة، فضل بهم دليلهم، ثم هرب وقد جهدوا من العطش فمات فرعان، وجعل شريح يسوق بأصحابه سوقًا عنيفًا حتى نجوا وورد الماء، فلذلك يقول:
هذا أو أن الشد فاشتدي زيم
قد لفها الليل بسواق حطم
يعني بزيم فرسًا أو ناقة. الكتاب ٢: ١٤، حماسة أبي تمام ١: ٣٣٣ الكامل: ١٠٤٩، الجمهرة ٣: ٢١، المنصف ١: ٢٠، شرح المفصل ٦: ١١٣، اللسان (حطم خفق، سوق).

<<  <   >  >>