أما الله عزَّ وجلَّ فيتعلق الإيمان بذاته وصفاته وأفعاله، أما ذاته فيجب الإيمان بوجودها وجودا قديما لم يسبقه ولا يلحقه عدم، وأن ما سواه محدث هو أحدثه وأوجده:
وأما صفاته فَضَرْبَان: ذاتي مقارن في الوجود للذات لم يفارقها كالعلم والحياة والقدرة والإرادة والكلام والسمع والبصر، وغير ذاتي وهو إما سلبي أو إضافي (١)، وقد اشتمل على أكثر ذلك الأسماء الحسنى، وتفصيل أحكام الصفات يطول، ومنها الوحدانية وهو أنه عزَّ وجلَّ واحد لا شريك له، لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد، وصفاته الذاتية معان زائدة على مفهوم ذاته قائمة بها عند الجمهور ولا محذور.
وأما أفعاله فهي متعلق الإيمان بالقدر فيجب اعتقاد أن الله قدر الخير والشر قبل خلق الخلق وأن جميع الكائنات بقضاء الله عزَّ وجلَّ وقدره وهو مريد لها، وأن له رحمة من شاء من خلقه متفضلا، وله تعذيب من شاء من خلقه عادلًا، كل نعمة منه فضل، وكل نقمة منه عدل، لا يسأل عما يفعل وهم يسألون، وأنه أعلم بطباع خلقه منهم {هو أعلم بكم إذ أنشأكم من الأرض وإذ أنتم أجنة في بطون أمهاتكم} الآية [سورة النجم: ٣٢] فما فعل فيهم فهو غير ملوم ولا مطعون على عمله ولا عدله، وله تكليفهم بما شاء من الأفعال مع تقدير أسباب منعهم منها، وهو المسمى تكليف ما لا يطاق.
(١) تابع المؤلف طائفة من الفلاسفة في تقسيم صفات الله إلى صفات سلبية أو إضافية. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وقاربهم طائفة من الفلاسفة وأتباعهم فوصفوه بالسلوب والإضافات دون صفات الإثبات". التدمرية ١٧.