عن أبي رُقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: الدين النصيحة، قلنا: لمن؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم رواه مسلم (١).
قال المصنف: رقية بضم الراء وفتح القاف وتشديد الياء، والداري منسوب إلى جد له اسمه الدار، وقيل: إلى موضع يقال له: دارين، ويقال له أيضًا: الديري نسبة إلى دير كان يتعبد فيه، انتهى كلامه.
والنصيحة إخلاص القول والعمل، وهي في العرف إخلاص الرأي من الغش للمستشير ونحوه، وإيثار مصلحته. والنصيحة على ما ذكرنا تختلف باختلاف المنصوح.
فنصيحة الله عزَّ وجلَّ الإيمان به، وطَاعَتُهُ بالقلبِ توحيدًا وبالبدن عِبَادةً، وفي التنزيل {إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ}[التوبة: ٩١].
ونصيحة كتاب الله تعظيمه، والإيمان به، والعمل بما فيه.
ونصيحة الرسول - صلى الله عليه وسلم - تصديقه فيما جاء به، وإعانته على إقامة أمر ربه بالقول والعمل والاعتقاد، كما فعل الصحابة رضي الله عنهم.
ونصيحة أئمة المسلمين بالوفاء لهم بعهدهم، والتنبيه لهم على مصالحهم ورشدهم.
ونصيحة عامة المسلمين بذلك، وبأن يحب لهم ما يحب لنفسه.