للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وحدَّدها واستحدَّها بمعنى.

قلت: قوله: "على كل شيء" يحتمل أن على بمعنى إلى، أو في، تقديره كتب الإحسان إلى كل شيء، أو في كل شيء، ويحتمل أن على على بابها، والتقدير كتب الإحسان في الولاية على كل شيء. وكتب بمعنى أوجب نحو {كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ} [البقرة: ١٨٣] {يَكُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ} [البقرة: ١٧٨] {كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ} [البقرة: ١٨٠] ونحوه كثير. ويشهد لذلك قوله عزَّ وجلَّ {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ} [النحل: ٩٠] وقوله عزَّ وجلَّ {وَأَحْسِنُوا} [البقرة: ١٩٥] ونحوه (أ).

ثم قوله: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء" هو قاعدة الحديث الكلية، ثم ذكر من جزئياته التخفيف في الذبح، والقتل عن الحيوان، إما لأنَّ سبب الحديث اقتضاه لأنهم كانوا في الجاهلية يذبحون بالمدى الكالَّة ونحوها مما يعذب الحيوان، ويمثلون في القتل كَجَدْع الأنوف وصَلْمِ الآذان (ب) وقطع الأيدي والأرجل فنهى عن ذلك بقوله: "أحسنوا الذبحة والقتلة".

وإما أنه ضرب ذلك مثالًا للإحسان اتفاقا لا عن مقتضى خصَّه بالذكر، وقد تبيَّن فائدة قوله: "ليحد أحدكم شفرته" بقوله: "وليرح ذبيحته" لأن الذبح بآلة كالة يعذب الذبيحة فراحتها في الذبح بآلة ماضية موجبة،


(أ) في أونحوها.
(ب) في أالأذن.