للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ونحو ذلك كثير.

واعلم أن الموجود إما قديم أو حادث، والقديم لا حاجة به إلى الإحسان إليه لاستغنائه بذاته عما سواه، والحادث إما عرض ولا يتأتى الإحسان إليه، أو جوهر وهو إما جماد أو نبات أو حيوان، والجماد -فيما أحسب- كالعرض لا يتأتى الإحسان إليه لعدم إحساسه، والنبات والحيوان إنسان أو غيره يتأتى الإحسان إليه لاشتماله على قوة النماء والحِسِّ.

ويَعُمُّ الحديث الإِحسان إلى الملائكة والجن، أما الملائكة فبإِحسان عشرتهم بأن لا يفعل بحضرة الحفظة ما يكرهون، ولا يأكل ما يتأذون بريحه كالثوم والبصل ولذلك قال - صلى الله عليه وسلم -: "إن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم" (١) وقال: "إني أناجي من لا تناجي" (٢). يعني الملك.

واعلم أن الملائكة يستغفرون لبني آدم كما ورد في التنزيل {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} [سورة غافر: ٧].

والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض.

وقد كان بعض أهل العلم يقرأ القرآن، ويسبح ويذكر الأذكار المأثورة (أ)،


(أ) في أالشرعية وفي س، م الشريفة.
(١) رواه مسلم ١/ ٣٩٥ من حديث جابر.
(٢) رواه البخاري ٦/ ٢٦٧٩ ومسلم ١/ ٣٩٥ من حديث جابر وهو جزء من الحديث السابق، والجزء السابق منه ليس في البخاري.