وجفَّت الصحف، بالجيم: أي: فرغ من الأمر وجفَّت كتابته لأن الصحيفة حال كتابتها لا بد أن تكون رطبة المداد أو بعضه، بخلاف ما إذا فرغ منها.
تعرَّف إلى الله بتشديد الراء، أي: تحبب إليه بالطاعة حتَّى يعرفك في الرخاء مطيعا، فإذا وقعت في الشدة عرفك بالطاعة، فجعلك ناجيا.
وأما معناه فقوله:"إني أعلمك كلمات" هو مقدمة يسترعي (أ) بها سَمْعَهُ ليفهم ما يسمع ويقع منه بموقع.
وقوله:"احفظ الله يحفظك" أي: احفظ الله بالطاعة يحفظك بالرعاية.
"احفظ الله تجده تجاهك": أي: أمامك يراعيك في أحوالك، وهذا في معنى الَّذي قبله وتأكيد له، وهذا يشبه قوله عزَّ وجلَّ {وَأَوْفُوا بِعَهْدِي أُوفِ بِعَهْدِكُمْ}[البقرة: ٤٠]{فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ}[سورة البقرة: ١٥٢] أي: أذكروني بالطاعة، أذكركم بالمغفرة والرعاية.
وقوله:"إذا سألت فاسئل الله" هو كقوله عَزَّ وَجَلَّ {وَسْئَلُوا اللهَ