وأورد عليه أن السؤال باق، ولم يقل: مضيء أو يضئ السموات والأرض.
فأجيب بأن النور أعمَّ وأشمل لأنه ليلا ونهارًا، والضوء ليس إلا نهارًا (أ) بالشمس، على أن المراد بنور السموات والأرض هادي أهلهما، وإنما جرت العادة لغة وشرعًا أن يقال: نور الهداية لا ضوء الهداية وبذلك استعمل في الكتاب والسنة نحو {يُخْرِجَهُمْ مِنَ الْظُّلُمَاتِ إِلَى الْنُّورِ}[سورة البقرة: ٢٥٧]{وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}[سورة النور: ٤٠].
أما قوله عزَّ وجلَّ {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبْهِا} ولم يقل بضوء ربها، فيجاب عنه بأن الضوء كالوصف الزائد على النور، وإنما يحتاج إلى النور المخلوق الناقص، أما نور الله عزَّ وجلَّ فهو قديم كامل لذاته لا يحتاج إلى معنى زائد يضيء به، كما أن القديم لذاته لم يحتج إلى علة توحده، ويحتمل أن المعنى أشرقت الأرض بنور ملائكة ربها، أو بنور عدل ربها بدليل أن الأرض لو أشرق عليها نور الرب جل جلاله لاضطربت وتصدعت كالجبل لما تجلَّى له، ولا يلزم من نور الملائكة والعدل أن يكون ضوءًا. وبالله عَزَّ وَجَلَّ التوفيق.
وأما لم جعل الصلاة نورًا والصبر ضياء، فلأن الصبر أخص من الصلاة