للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"لو أنكم لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم فيذنبون فيستغفرون فيغفر لهم" وأصل الغفر الستر، وغفرت المتاع سترته، والمغفر وقاية تستر (أ) الرأس في الحرب، وغفر الذنب ستره ومحو أثره وأمن عاقبته.

قوله: "يا عبادي إنكم لم تبلغوا ضري فتضروني" إلى آخره.

اعلم أن الإجماع والبرهان على أن الله عزَّ وجلَّ منزه مقدس غني بذاته لا يلحقه ضرٌّ ولا نفع ولا يحتاج إلى ذلك، وظاهر هذا الحديث أن لضره ونفعه غاية لكن لا يبلغها العباد، وهذا الظاهر مؤول محمول على ما دلَّ عليه الإجماع من غناه المطلق، أو يكون من باب:

......................... ... وَلَا تَرَى الضَّبَّ بِهَا يَنْجَحِرْ (١)

وقوله:

عَلَى لَاحِبٍ لَا يُهْتَدَى بِمَنَارِه (٢) ... ..........................


(أ) في س ستر وفي م لستر.
(١) صدر البيت: لا يَفْزَعُ الأرنَبَ أهْوَالُهَا.
وهو لعمرو بن أحمر، وقد خرجه محقق الدر المصون للسمين الحلبي. قال السمين: أي ليس فيها أرنب فيفزع لهولها، ولا ضَبٌّ فينجحر، وليس المعنى أنَّه ينفي الفزع عن الأرنب، والانجحار عن الضَّبِّ. الدر المصون في علوم الكتاب المكنون ٢/ ٦٢٥. وقال ابن جني: أي لا أرنب بها فتفزعها أهوالها. الخصائص ٣/ ١٦٥.
(٢) عجز البيت: إذا سَافَهُ العَوْدُ النَّباطِيُّ جَرْجَرَا.
وهو لامرئ القيس. انظر ديوانه (طبعة محمد أبو الفضل إبراهيم ٦٦).
وفي شرح الديوان: قرله "لا يهتدي بمناره" أي ليس فيه علم ولا منار فيهتدي به، يصف أنه طريق غير مسلوك فلم يجعل فيه علم.