وقد أخبر الله عزَّ وجلَّ عن أهل الجنّة أنهم يقولون فيها:{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ}[سورة الأعراف: ٤٣].
فإن قلت: فوله: "إنما هي أعمالكم" إلى آخره، يقتضي انحصار فائدة الناس في معادهم في ثواب أعمالهم، ونفي المزيد من فضل الله عزَّ وجلَّ، لكن بالنص والإجماع يثبت المزيد نحو {وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ}[سورة ق: ٣٥]{لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ}[سورة يونس: ٢٦].
فالجواب أن الحصر إنما هو للجزاء في سببية الأعمال، أي: لا جزاء إلا عن عمل يكون سببًا له، أما الجزاء وزيادته وتضعيفه فالجميع من فضل الله عزَّ وجلَّ، إذ العبد وعمله ملك لسيده، لا يستحق عليه ثوبًا إلا تفضلًا. والله عزَّ وجلَّ أعلم بالصواب.