للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فشكر الله له ذلك فغفر له (١).

واعلم أنه ليس مراد الحديث حصر أفعال الصدقة فيما ذكر فيه، وإنما هي مثال لذلك، ويجمعها ما قلنا من أفعال العبادة أو نفع خلق الله عزَّ وجلَّ، حتى إن رجلًا رأى فرخا قد وقع من عُشه فردَّه إليه فغفر الله له، وآخر رأى كلبا يأكل الثرى من العطمش فسقاه فغفر له (٢)، وكذلك امرأة بغي رأت كلبا عطشانًا فنزعت له بخفها ماء فسقته فغفر لها (٣)، وعكس ذلك امرأة دخلت النار في هرة ربطتها فلا هي أطعمتها ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض (٤).

وقد ورد "في كل كبد حَرَّى أجر" (٥) وقد سبق "أن الله عزَّ وجلَّ كتب الإحسان على كل شيء" (٦) وورد "أن الخلق عيال الله فأحب الناس إلى الله أشفقهم على عياله" (٧) وإذا تصدق كل واحد من الناس عن أعضائه


(١) رواه مسلم ٤/ ٢٠٢١ من حديث أبي هريرة.
(٢) رواه البخاري ١/ ٧٥ من حديث أبي هريرة.
(٣) رواه مسلم ٤/ ١٧٦١ من حديث أبي هريرة.
(٤) سبق تخريجه.
(٥) سبق تخريجه.
(٦) الحديث السابع عشر من هذا الأربعين.
(٧) للحديث روايات كثيرة، وأقرب ألفاظه إلى لفظ المؤلف ما رواه أبو يعلى ٦/ ٦٤ والبزار (كشف الأستار ٢/ ٣٩٨) من حديث أنس. قال الهيثمي: وفيه يوسف بن عطية الصفار وهو متروك. مجمع الزوائد ٨/ ١٩١.