للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

ويستعمل أيضًا بمعنى جميع اشتقاقًا لها من سُورِ المدينة لأنَّه جامع محيط بما وراءه منها.

قوله: "وآل كل وسائر الصالحين" أي: آل كل واحد من النبيين لكن حذف المضاف إليه لدلالة الكلام عليه، نحوه {وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ} [سورة النمل: ٨٧] وقبل وبعد أشباه ذلك.

قوله: "أما بعد" قيل: هي فصل الخطاب لأنَّ المتكلم يفصل بها بين خطبته وبين غرضه. وأول من نطق بها داود لقوله عزَّ وجلَّ: {وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} (١) [سورة ص: ٢٠].

وقيل: قُسُّ بن ساعدة الإيادي، وقيل: يعرب بن قحطان فعلى هذا فصل الخطاب الذي أوتيه داود هو: البَينة على المدَّعي واليمين على من أنكر (٢).

قوله: "فقد رُوينَا عن عليّ بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي الدرداء وابن عمر وابن عباس وأنس بن مالك وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري رضي الله عنهم من طرق كثيرات بروايات متنوعات أن رسول الله - صَلَّى الله عليه وسلم - قال".

أكثر النَّاس يقولون: رَوَينا بفتح الواو مخففةً من روى يروي إذا نقل عن غيره (أ)، مثل رمي يرمي، والأجود رُوينَا بِضم الراء وكَسْرِ الواو مُشَدَّدَةً أي:


(أ) في ب إلى غيره.
(١) زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي ٦/ ٣٢٥.
(٢) أخرجه أبو جعفر الطبري في جامع البيان ٢٣/ ١٤٠ بنحوه.