فأما الدلالة على وجوب الحج: فمن الكتاب، والسنة، وإجماع الأمة.
فأما الكتاب: فتقول عز وجل:} ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر الله غني عن العالمين {.
ففي هذه الآية دليلان:
أحدهما: إخباره بأنه عليهم، وذلك من ألفاظ الوجوب.
والآخر: قوله تعالى:} ومن كفر فإن الله غني عن العالمين {.
قال الحسن وغيره:"ومن كفر" معناه: من لم ير الحج واجبًا.
وقال مجاهد:"من كفر" من إذا حج لم ير أنه فعل برًا، وإن ترك لم ير أنه فعل مانعًا.
وأيضًا قوله تعالى:} وأتموا الحج والعمرة لله {.
فإن قلنا: إن إتمام الشيء يعبر عنه عن الابتداء فقد استقدنا بالظاهر الوجوب.
وإن قلنا: إن الإتمام إنما هو لما قد دخل فيه استفدنا بذلك وجوب إتمامه على الداخل فيه بالظاهر، واستعذنا وجوب الابتداء بمفهوم اللفظ؛ وذلك أن الأمر المطلق أمر بها لا يتم الشيء إلا به، فلما أوجب علينا إتمام الحج