وغنيٌّ عن القول بعد أن الإمام المجدد - رحمه الله - قد صنف في تلك الحقبة كتابًا عجيبًا يعدّ من أمتع الكتب وأنفعها، وأفضلها جمعًا وتبينيًا وترتيبًا؛ وأحسنها نظامًا وتبويبًا، وهذا الكتاب هو كتاب التوحيد حق الله على العبيد. ولقد صدق بعض الأفاضل من أهل العلم والإيمان، وأرباب المعرفة والإحسان؛ حينما قال:"إن تبويبات الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - في كتاب التوحيد وتراجمه عليها لتدل على فقه كبير، ورأي سديد، وعقلية عليمة فذة من الطراز الأول، وتراجمه وتبويباته شبيهة أو قريبة من تراجم الإمام البخاري في جامعه الصحيح" اه. وكتاب التوحيد اشتمل على ستة وستين باباً، وكل باب يتضمن ترجمة وعنواناً؛ متضمنة للحكم، ثم بعد ذلك الأدلة على الباب والترجمة من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة، وبعض التوضيحات الجلية من كلام المحققين من العلماء، ثم بعد ذلك - خاتمة مسك - مسائل مفيدة، وقواعد سديدة، وفوائد رشيدة، فيها من العلم النافع الغزير ما تشد إليه الرحال، وفيها وضوح مكانة الإمام - رحمه الله - العلمية الفائقة وقدرته الرائعة على الاستنباط وقوة العارضة والملكة الفقهية العلمية.