وعليه فأقول: إن المتأمل لهذا السبب يرى ويدرك ويعلم أن هذه الدعوة الإصلاحية التجديدية، ما أعطت ثمارها، واستوت على سوقها، وآتت أُكلها، إلا بالعناية والاهتمام والدعوة إلى التوحيد فهل من مدكر ومتبصر؟!!
وأي دعوة لا تهتم بالتوحيد فرعاً وأصلاً، ولا تعتني به مضموناً وشكلاً؛ ولا تُلقي له عناية وبالاً، وتسير وراء مناهج وافدة، وأفكار فاسدة؛ فإن مصيرها إلى اضمحلال، ونهايتها - والله - إلى فشل وزوال.
وإن استمرت أعواماً عديدة، وأزمنة مديدة، فلحكمة بالغة ربانية، وتقدير إلهي؛ وقد قال تعالى:{فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ}[الرعد: ١٧] .