(١) المراعاة والتدرج سواء كان ذلك في أول مناحي الدعوة أو وسطها أو آخرها أو في مسالك العلم والفتيا أو في مسالك العمل والنصح والوعظ أو في غير ذلك وهذه المراعاة مراعاة للطبائع والعادات والعوائد الشخصية ومراعاة للأفهام من قلة العلم أو اختلاف البيئة أو استحكام العادات القبلية، فليس كل علم ينشر ويبذل ويقال.
ومراعاة للمقاصد والنيات، من صور الاتفاق والاختلاف والتحليل والتحريم والإكراه والنسيان والتأويل والإعذار بالزلة اللامقصودة، والأخذ بالقرائن والأحوال والسابقة في الفضل والعلم، وعدم التعجل في الأحكام أو التجرؤ في اتهام النيات.
ومراعاة للأحوال الخاصة من النصائح والوصايا والرسائل والمعاملة الكريمة، والتوجيه المنفرد، وحب الخير للغير ومراعاة للأعراف والعوائد العامة، وذلك لا يتم إلا بالضوابط الشرعية، والقواعد المرعية، المبنية على لزوم الحكمة وكتمان العلم للمصلحة، والحرص على معرفة العوائد والعادات والأعراف الموافقة للشريعة ومدحها والالتزام بها، لكي تكون الدعوة مقبولة محببة للقلوب مقنعة للعقول، مناسبة للأحوال والظروف.