(٢) البداءة بالأهم فالمهم: وهذا المقصود به معرفة مراتب الأعمال وتقديمها ووضعها في مواضعها، فإن لكل عمل قدراً فالبداءة بالتوحيد أهم المهمات، وأوجب الواجبات، وكذلك تقديم الأصول على الفروع، والفرائض على النوافل، وفروض الأعيان على فروض الكفايات، وفروض الكفايات المتروكة المهجورة تقديمها والعمل بها، وهذا الفقه ملاحظة ومعلوم لمن شدا شيئاً من العلم والنظر في كتب أئمة الدعوة وما نراه اليوم من تخبط وجهالة، إنما هو للبعد عن مثل هذه القواعد السديدة الرشيدة، والركون إلى مستنقعات آسنة من الهوى والجهل وزبالات الأذهان والآراء الجوفاء.
(٣) المصالح والمفاسد: "إن الشريعة مبناها وأساسها على الحكم ومصالح العباد في المعاش والمعاد، وهي عدل كلها، ورحمة كلها ومصالح كلها، وحكمة كلها، فكل مسألة خرجت عن العدل إلى الجور، وعن الرحمة إلى ضدها، وعن المصلحة إلى المفسدة، وعن الحكمة إلى العبث فليست من الشريعة وإن دخلت فيها بالتأويل" [أعلام الموقعين (٣ / ٣) ] .