في هذه الحالة يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر غير ممكن له كما كان في الحالة السابقة، ولكنه موجود بارز بيد أنه ضعيف الجدوى والتأثير في المأمورين والمنهيين، لا لضعفه، وإنما لشدة تعنت أولئك المدعوين وإقبالهم على المعاصي والسيئات دونما هوادة وبكل بجاحة، وهنا يكون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عصمة لأهله من عقاب الله وعذابه الذي قد يحل بأولئك بين فينة وأخرى. والذين يحتكون بهم ويتعايشون معهم لارتباط شؤون الحياة ومصالح العيش بالتعامل مع أولئك العصاة، فعند مواصلة المعايشة مع أولئك العصاة فلا خوف ولا وجل على أولئك المؤمنين الذين يخالطونهم لظروف الحياة ما داموا قائمين على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تجاههم.
وفي أخبار الهالكين في القرآن بعقوبة الاستئصال العاجل، يؤكد الله - سبحانه وتعالى - هذه السنة ويبين أنها سنة ثابتة في القرون، فأهل النهي عن السوء هم أهل النجاة، ولا يمكن أن يمسهم من العقاب مس، وكفى بذلك تمكينًا وسعادة ورفعة.