للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فاستحكم البناء أيما استحكام وقوي كل قوة وأصبح غاية في الصلابة والملاسة قال - تعالى -: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا} (١) .

ولكي نعلم مدى ما وصل إليه ذو القرنين من العلم بطرائق الصناعة وخصائص المعادن، والاستفادة من ذلك، نرى العلم قد توصل في عصرنا الحاضر إلى أن خير طريقة لتقوية الحديد هي إضافة نسبة من النحاس إليه وأن ذلك يزيد من مقاومة الحديد وصلابته.

ولا أدل على قوة صناعية سد ذي القرنين وعلى ارتقاء علم الصناعة والعمران لديه من بقاء ذلك السد وعدم تغيره رغم تعاقب العصور والدهور حتى جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والسد لا زال قائمًا وحتى يومنا هذا وحتى يأذن الله بقرب يوم القيامة وخروج يأجوج ومأجوج {قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا} (٢) . وهنا نرى كيف كان "السد" الذي هو من منتجات الصناعة الفائقة رحمة من رحمات الله - سبحانه - للناس ليتمكنوا من العيش آمنين، في عزلة من عبث المفسدين من يأجوج ومأجوج.

(٣) الثورة الصناعية في مملكة سليمان: - على نبينا وعليه الصلاة والسلام -.


(١) راجع تفسير ابن كثير ٣ / ١١٠ و «مباحث في التفسير الموضوعي» ٣٠٧.
(٢) الكهف: ٩٨.

<<  <   >  >>