للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال - تعالى -: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} (١) .

وهذا هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبين لنا أن إقامة الدين سبب لحفظ ملك الأمة الإسلامية وعزها وأن الله - سبحانه وتعالى - يمكن به الحاكم المسلم ويؤيده، وأنه لا ينزع الملك منه إلا إذا ترك إقامة الدين، وأن من يتخلى عن إقامة الدين يبعث الله له من يسومه سوء العذاب.

عن معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبه الله على وجهه، ما أقاموا الدين» (٢) .

وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «أما بعد يا معشر قريش، فإنكم أهل هذا الأمر - يعني الخلافة - ما لم تعصوا الله فإذا عصيتموه بعث عليكم من يلحاكم كما يُلحى هذا القضيب» (٣) .

ولقد صدق ابن المعتز حين قال:

الملك بالدين يبقى والدين بالملك يقوى


(١) الأنفال: ٥٣
(٢) رواه البخاري وأحمد، صحيح البخاري، المناقب، مناقب قريش (٥ / ١٣) .
(٣) رواه أحمد في المسند (٦ / ١٧٦) رقم الحديث ٤٣٨٠

<<  <   >  >>