أخرج أحمد عن أنس - رضي الله عنه - «أن رجلًا من أهل البادية كان اسمه زاهرًا وكان رسول الله يحبه وكان دميمًا (قبيحًا) فأتاه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يبيع متاعه فاحتضنه من خلفه ولا يبصره الرجل فقال: أرسلني.. من هذا؟ فالتفت فعرف النبي صلى الله عليه وسلم فجعل يلصق ظهره بصدر النبي صلى الله عليه وسلم حين عرفه وجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول (من يشتري العبد؟) فقال: يا رسول الله - إذن - والله تجدني كاسدا فقال رسول الله لكن عند الله لست بكاسد أو قال عند الله غال» .
أما الصورة الثانية: فهي ملاطفته للأطفال وإدخال السرور عليهم.. فعند البخاري من حديث أنس «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا وكان لي أخ فطيم يسمى أبا عمير لديه عصفور مريض اسمه النغير فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلاطف الطفل الصغير ويقول (يا أبا عمير ما فعل النغير» .
وهكذا أخي الداعية ما ترك رسول الله (صلى الله عليه وسلم) سبيلًا إلى قلوب الناس إلا وسلكه ما لم يكن حرامًا، فإذا كان كذلك كان أبعد الناس عنه (صلى الله عليه وسلم) .