ثانيًا التعلق بمتاع الدنيا وزخرفها: وهذا المنفر أصله حديث الرسول صلى الله عليه وسلم «ازهد في الدنيا يحبك الله وازهد فيما عند الناس يحبك الناس» فالرسول صلى الله عليه وسلم يعلمنا كيف نكسب الناس وننال محبتهم وذلك بالزهد فيما في أيديهم لأننا إذا تركنا لهم ما أحبوه أحبونا وقلوب أكثرهم مجبولة مطبوعة على حب الدنيا ومن نازع إنسانا في محبوبه كرهه وقلاه ومن لم يعارضه فيه أحبه واصطفاه قال الحسن البصري لا يزال الرجل كريما على الناس ما لم يطمع فيما بين أيديهم فحينئذ يستخفون به ويكرهون حديثه ويبغضونه.
وقال أعرابي لأهل البصرة من سيدكم؟ قالوا الحسن قال بم سادكم؟ قالوا احتاج الناس إلى علمه واستغنى هو عن دنياهم، فقال: ما أحسن هذا.