لقد حث النبي صلى الله عليه وسلم على طيب القول وحسن الكلام، كما في قوله صلى الله عليه وسلم «الكلمة الطيبة صدقة» لما لها من أثر في تأليف القلوب وتطييب النفوس إنه ليس من المهم توصيل الحقيقة إلى الناس فقط ولكن الأهم هو الوعاء الذي سيحمل تلك الحقيقة بها.. فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول «زينوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا» فمن باب أولى أن نقول للدعاة زينوا الدعوة بحسن كلامكم فان الكلام الحسن يزيد الدعوة حسنا وجاذبية.. وخاصة عند النصح.. أن النصح علاج مر فليصحبه شئ من حلو الكلام فكن من الذين يعملون الحق ويرحمون الخلق واسمع إلى يحيى بن معاذ يقول:((أحسن شئ كلام رقيق يستخرج من بحر عميق على لسان رجل رقيق)) وكم من كلمة سوء نابية ألقاها صاحبها ولم يبال بنتائجها وبتبعاتها فرقت بين القلوب ومزقت الصفوف وزرعت الحقد والبغضاء والكراهية والشحناء في النفوس؛ ولذلك ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال «إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي بها في النار أبعد مما بين المشرق والمغرب» .