التي لا يستطيع صاحبها ان يستخدمها، ويسترشد بها فى سلوكه لا قيمة لها البتة، وهي معرفة ميتة لا فائدة منها للفرد ولا للجماعة، وهي ليست فضيلة، واذا انفصلت المعرفة عن الفضيلة والخلق الروحي، كان شرها أكثر من فائدتها، والمعرفة لا تعطي الثمار المطلوبة حتى تنتقل من مجرد العرفة النظرية، ومن التلقين والحفظ الى ميدانها الحقيقي، ألا وهو التأثير في السلوك، وتوجيهه الى ما هو خير وأقوم.
فلنعد بديننا وخلقنا الكريم الى نقطة البداية، ولنبوئهما مكانهما القديم في مدارسنا، ومعاهدنا، وفي حياة الشعب الخارجية العامة. لا سيما ونحن ندرك اننا كنا نستمد الثورة الروحية التي اختزنتها لنا الاجيال الماضية، دون أن نحاول اثراءها، أو تعويضها على الأقل، وعندما تفتحت أعيننا فجأة، فاذا بنا نرقص على حافة الهاوية السحيقة، وقد أوشك زادنا الروحي أن ينضب.
ان ديننا كامل، والعيب فينا نحن، لاننا تركناه، وطرحناه جانبا، وقصرناه على العبادات والصلوات وحدها، ولا بد من عودة اليه على ضوء تعاليمه الرشيدة، وكتابه المنير، وان التبعة الملقاة على عاتق المعلمين والمربين ليست بأقل من تلك التي تلقى على عاتق العلماء والمفكرين والانبياء والمرسلين.
سدد الله خطانا، ووفقنا الى ما فيه خير البلاد والعباد.