للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقال أسيد بن خضير: ما هي بأول بركتكم يا أهل أبي بكر! ، قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فوجدنا العقد تحته. رواه مالك.

[أسباب التيمم]

- عن جابر - رضي الله عنه - قال: خرجنا في سفر، فأصاب رجلا منا حجر فشجه في رأسه، ثم احتلم؛ فسأل أصحابه: هل تجدون لي رخصة في التيمم؟ فقالوا ما نجد لك رخصة وأنت تقدر على الماء، فاغتسل فمات.

فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أخبر بذلك، فقال: (قتلوه قتلهم الله ألا سألوا اذ لم يعلموا؟ فانما شفاء العي (١) السؤال، انما كان يكفيه أن يتيمم، أو يعصب (٢) على جرحه خرقة، ثم يمسح عليه، ويغسل سائر جسده) رواه أبو داود والدارقطني وصححه ابن السكن.

- عن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - لما بعث في غزوة ذات السلاسل (٣) قال: احتلمت في ليلة شديدة البرودة فأشفقت إن اغتسلت أن أهلك فتيممت، ثم صليت بأصحابي صلاة الصبح، فلما قدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكروا ذلك له، فقال: (يا عمرو صليت بأصحابك وأنت جنب؟ ) فقلت ذكرت قول الله عز وجل: {ولا تقتلوا أنفسكم ان الله كان بكم رحيما} (٤)، فتيممت ثم صليت، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يقل شيئا. رواه أحمد وأبو داود والدارقطني.


(١) الجهل، وأصل العي العجز، ولكنه هنا بمعنى الجهل لأن أصحاب المتوفى لم يهتدوا الى الصواب والمراد فيما حكموا به فوقعو في الخطإ.
(٢) ان يضع الضمادة على مكان الجرح.
(٣) وقعت في شمال الجزيرة وعقت غزوة مؤتة التي وقعت بالشام، واثر هاتين الغزوتين ازدإد الاسلام انتشارا بين قبائل نجد المتاخمة للعراق والشام، وسرى التصدع في كيان الدولة البزنطية، وكان ذلك سببا في استتباب الأمر للمسلمين في شمال المدينة الى الشام فيما بعد.
(٤) سورة النساء، الآية: ٢٩.

<<  <   >  >>