للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معانيهن. «في الأخبار» إذ لا يتحقق التأكيد والتشبيه إلى آخرها إلا باعتبار أخبارها.

«فكانت» أي: الأخبار، والأولى: فكن «كالعمد، والأسماء كالفضلات، فأعطيا» أي: قسم الأخبار وقسم الأسماء. «إعرابيهما» أي: إعرابي العمد والفضلات فنصبت الأسماء ورفعت الأخبار.

والاعتراض على هذا الكلام متوجه من حيث أن هاتين العلتين ثابتتان في (ما) الحجازية، ولم يقدم منصوبها.

وغير المصنف قدر العلة على وجه سالم من هذا الخدش بأن قال: هذه الأحرف مشابهة للفعل المتعدي، [ووجه الشبه أنها] تقتضي أمرين، كما أن الفعل المتعدي يقتضي أمرين، أما في الفعل [المتعدي] فظاهر، وأما في هذه الأحرف؛ فلأنها تقتضي النسبة في الجملة الاسمية، والنسبة تقتضي أمرين هما طرفا النسبة، فتعمل فيهما كعمل الفعل المتعدي في متعلقيه.

وأما تقديم المنصوب على المرفوع فلوجهين:

أحدهما: أن لفظ بعضها يشبه لفظ الفعل، فإن (أن) التي هي من جملة هذه الأحرف تشبه (أن) في قولك: (أن) زيد قائما، من الأنين، والمرفوع في الفعل مقدم على المنصوب، فعكس هنا؛ ليحصل الفرق بين ما هو فعل وما هو حرف من أول الأمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>