للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الجنة، َإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُوا رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، يجلسون علي منزلة بين المنزلتين ينظرون إلي أهل الجنة ويطمعون وينظرون إلي أهل النار، فحن حالنا مثلُ حال أهل الأعراف نسمع عن وصف الجنة، وحال أهلها فنقول اللهم اجعلنا من أهلها ٠٠ ونسمع عن وصف النار وحال أهلها فيها، فنقول اللهم لا تجعلنا من أهلها، فيقول المفسرون ما هي إلا أيام والكريم يعطيهم ما طمعوا (وَهُمْ يَطْمَعُونَ) ويأمنهم مما خافوا، إذا اجتمع الخوف والرجاء في قلب المؤمن، الخوف والطمع الحقيقي وتمكن، وليس ساعة في الخروج وتبخر، ولكن ٢٤ ساعة ترجو ما عند الله، وتخاف عذاب الله - سبحانه وتعالى -، متى يتمكن الخوف في قلبك، عندما تدخل في بيتك مع زوجتك وأولادك، ولم تنسي هذا المقام (١).

قال أهل الجنة: {قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِينَ} (٢) وما قالوا: إنا كنا في مساجدنا ٠٠ وما قالوا: في جهادنا ٠٠ وما قالوا: إنا كنا في خروجنا


(١) وقال عبد الرزاق عن ابن عيينة عن إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال: كان عبد الله بن رواحة واضعا رأسه في حجر امرأته فبكى فبكت أمرأته قال ما يبكيك قالت رأيتك تبكي فبكيت قال إني ذكرت قول الله عز وجل (وإن منكم إلا واردها) فلا أدري أأنجو منها أم لا. (تفسير القرآن العظيم لابن كثير – في تفسير سورة مريم).
وكما حدث مع أبي ريحانة عند رجوعه من الجهاد:
(٢) سورة الطور - الآية ٢٦.

<<  <   >  >>