وقال آخر:
تلوح نواجزي والكأس تسري ... وأشربها كأنِّي مستطيبُ
وفوق السّرِّ لي جهرٌ ضحوكٌ ... وتحت السّرِّ لي جهرٌ كئيبُ
سأثبتُ إن تصادمني زماني ... بركنيهِ كما ثبتَ النجيبُ
وأرقبُ ما تجيءُ به الليالي ... ففي إتيانهِ الفرجُ القريبُ
إذا لم يكنْ للمرءِ بدٌّ من الرَّدى ... فأسهلهُ ما جاءَ والعيش أنكدُ
وأصعبهُ ما جاءه وهو راتعٌ ... تطيف به اللّذات والجدُّ مسعدُ
عهدي بشعري وكله غزلُ ... يرتعُ فيه السّرورُ والجذلُ
لعمرك ما المكروه إلاَّ ارتقابه ... وأترح مما جاءَ ما يتوقعُ
ويد البخيل لمَّا استفادَ قرارةٌ ... ويدُ الجواد لمَّا استفادَ مسيلُ
ما راحَ يومٌ على حيٍّ ولا ابتكرا ... إلاَّ رأى عبرةً فيه بها اعتبرا
ولا أتتْ ساعةٌ في الدَّهر وانصرفتْ ... حتَّى تؤثّرَ في أحواله أثرا
عمري لقد نصح الزَّمانُ وإنَّه ... لمن العجائب ناصحٌ لا يُشفقُ
إنِّي امرؤٌ قلَّ ما أُثني على أحدٍ ... حتَّى أرى بعضَ ما يأتي ويذَرُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute