للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

أكلُّ خليلٍ هكذا غيرُ منصفٍ ... وكلُّ زمانٍ بالكرامِ بخيلُ

وقال آخر:

مالي وللدَّهر وأحداثهِ ... لقد رماني بالأعاجيبِ

وقال آخر:

رأيتُ الدَّهرَ يرفع كلَّ وغدٍ ... ويخفض كلَّ ذي شيمٍ شريفهْ

كمثلِ البحر يغرقَ فيهِ حيٌّ ... ولا ينفكُّ تطفو فيهِ جيفهْ

أو الميزانِ يخفضُ كلَّ وافٍ ... ويرفعُ كلَّ ذي زنَةٍ خفيفهْ

وقال آخر:

إلى الله أشكو غمَّةً لا صباحها ... ينيرُ ولا تنجابُ عنِّي لجانبِ

كمثل الشَّجي في الحلقِ لا هو سائغٌ ... ولا هو ملفوظٌ كذا كلُّ ناشبِ

وقال أبو فراس الحمداني:

وصرتُ إذا ما رمتُ في الحين لذَّةً ... تتبعتها بين الهمومِ تتبُّعا

فلو أنَّني مُكِّنتُ ممَّا أُريدهُ ... من العيشِ يوماً لم أجدْ فيه موضعا

أبى غربُ هذا الدَّهرِ إلاَّ تسرُّعاً ... ومكنونُ هذا الحبِّ إلاَّ تضوُّعا

أمَا ليلةٌ تمضي ولا بعضُ ليلةٍ ... أُسرُّ بها هذا الفؤادَ المروَّعا

وقال آخر:

وألفت روعاتِ الخطوبِ مواصلاً ... وصل الحبائبِ وهي غيرُ حبائبِ

فلو أنَّ طيبَ العيش يوماً ردَّ لي ... لنكرتهُ ووزعتهُ عن جانبي

عجباً لحظِّي إذ أراهُ مسالمي ... وقت الشَّبابِ وفي المشيب محاربي

أمن الغواني كانَ حتَّى خانني ... شيخاً وكانَ لدى الشبيبة صاحبي

ومعَ التضعضع ملَّني متجانباً ... ومع التزعزعِ كانَ غير مجانبي

<<  <   >  >>