إنَّ قلبي لكم كالكبدِ الحر ... رى وقلبي لغيركم كالقلوبِ
وقال ابن نباتة السعدي:
يأبى مُقامي في مكانٍ واحدٍ ... دهرٌ بتفريقِ الأحبَّةِ مولعُ
كفكفْ قِسيَّكَ يا زمانُ فإنَّه ... لم يبقَ في قلبي لسهمك موضعُ
وقال آخر:
وإنِّي لا أزالُ اليومَ نفسي ... على طولِ التفرقِ والبعادِ
وما أعتاضُ بالأقوامِ منكم ... وهل يعتاضُ صدرٌ من فؤادِ
وقال آخر:
وكنتُ إذا ما حاجةٌ حالَ دونها ... نهارٌ وليلٌ ليسَ يعتذرانِ
حملتُ على حكمِ الزَّمانِ ملامَها ... ولم أُلزم الإخوانَ ذنبَ زماني
وقال أبو الفضل عبيد الله بن أحمد الميكالي:
أسيرُ وقلبي في هواكَ أسيرُ ... وحادي ركابي لوعةٌ وزفيرُ
ولي أدمعٌ غُزرٌ تفيض كأنَّها ... ندًى فاضَ في العافينَ منك غزيرُ
وطرفُ طريفٌ بالسهادِ كأنَّه ... لُهاكَ جليسُ الجودِ فيهِ يُغيرُ
وقال أيضاً:
كتبتُ وليلي بالسهادِ نهارُ ... وصدري لورَّادِ الهمومِ صدارُ
ولي أدمعٌ غزرٌ تفيضُ كأنَّها ... سحائبُ فاضتْ من يديكَ غزارُ
ولم أرَ مثلَ الدمعِ ماءً إذا جرى ... تلهَّبُ منهُ في الجوانحِ نارُ
رحلتُ وزادي لوعةٌ ومطيَّتي ... جوانحُ من جمرِ الفراق حِرارُ
مسيرٌ دعاهُ الناسُ سيراً توسعاً ... ومعنى اسمه أن حقَّقوه إسارُ