وقال آخر:
تهبُّ الصّبا صفحاً بجاني ذي الغضا ... ويُصدعُ قلبي إذ تهبُّ هبوبها
قريبةُ عهدٍ بالحبيبِ وإنَّما ... مُنى كلّ نفسٍ أين حلَّ حبيبها
إذا بعدتْ دياركَ عن دياري ... دجتْ شمسي وغابَ ضياءُ بدري
يومي بقربٍ منك أشرقَ بهجةً ... واهتزَّ أطرافاً ورقَّ نسيما
ألم ترَيا أمَّ الحميدِ تنكرتْ ... لنا وأطاعتْ كلَّ باغٍ وحاسدِ
وأبدتْ لنا بعدَ الصفاءِ عداوةً ... بنفسي وأهلي من عدوٍّ مجاهدِ
وتوعدُني أمُّ الحميدِ بهجرها ... إلى اللهِ أشكو خوفَ تلك المواعدِ
وقال أبو الفتح البستي:
قلبي رهينٌ بنيسابور عند أخٍ ... ما مثله حين تُستقرى البلادُ أخُ
له صحائفُ أخلاقٍ مهذَّبةٍ ... منها الحِجى والعلى والظّرفُ ينتسجُ
وقال أيضاً:
إذا نسيَ الناسُ إخوانهم ... وخان المودَّةَ خوَّانُها
فعندي لإخواني الغائبين ... صحائفُ ذكراكَ عنوانُها
تحمَّل أخاكَ على ما بهِ ... فما في استقامتهِ مطمعُ
وإنِّي له خلقٌ واحدٌ ... وفيه طبائعهُ أربعُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute