ولا أُصافحُ أُنسي بعد فرقتكم ... حتَّى يصافحَ كفُّ اللاّمس القمرا
ولا أمُلُّ مدى الأيامِ ذكركمُ ... حتَّى يملّ نسيمُ الروضةِ السحرا
وقال أيضاً:
لا تجفونَّ أخاً إذا أبصرته ... لكَ جافياً ولما تحبُّ منافيا
فالغصنُ يذبلُ ثمَّ يصبح ناضراً ... والماءُ يكدرُ ثمَّ يرجعُ صافيا
وقال البحتري:
إذا المرءُ لم تجعلْ غناهُ ذريعةً ... إلى سؤددٍ فاجعلْ غناهُ من العُدمِ
وقال آخر:
أخٌ أُعطيه مكنونَ التصافي ... وأستسقي له درَّ السَّحابِ
إذا استرفدتُه فخليعُ بحرٍ ... أو استنهضته فسليلُ غابِ
متى أحللْ بساحتهِ أجدهُ ... أنيسَ الرَّبعِ مخضرَّ الجنابِ
وسيطَ البيت في شرفِ المعالي ... نفيسَ الحظّ في كرمِ النصابِ
وقال منصور الفقيه المصري:
شاهدُ ما في مضمري ... من صدق ودٍّ مضمرُكْ
فما أريدُ وصفهُ ... قلبكَ عنِّي يخبرُكْ
وقال البحتري:
تغيبُ مغيبَ البدرِ عنَّا ومن يبتْ ... بلا قمرٍ يَذممْ سوادَ الغياهبِ
وما التقت الأحشاءُ يومَ صبابةٍ ... على برحاءٍ مثل بعد الحبائبِ
رحلتَ فلم نأنسْ بمشهد شاهدٍ ... وأُبتَ فلم نحزنْ لغيبة غائبِ
وجئتَ كما جاءَ الرَّبيعُ محرّكاً ... يديك بأخلاقٍ تفي بالسحائبِ
فعادتْ بكَ الأيامُ زُهراً كأنَّما ... جلا الزهرُ منها عن خدورِ الكواعبِ