وقد سبق للمنافقين من اللَّه تعالى الذم في غير سورة من القرآن، وَنعتهم بأتم ذم، وَوصفهم بأقبح صفة في أحوالهم كلها، وَذكر سوء مآبهم وَمنقلبهم في الآخرة، وَما يعذبون به من أنواع العذاب، وَسوى بينهم وَبين الكافرين لربوبيته، وَالمشركين بوحدانيته، فنعوذ بالله من قليل النفاق وَكثيره ظاهرًا وَباطنًا، وَقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وَسلم في وَصف النفاق وَالمنافقين في الدنيا وَالآخرة نحو ما وَصفهم اللَّه تعالى به في كتابه.
وأنا ذاكر بعون اللَّه وَتوفيقه ما في القرآن من ذكرهم، وَما روي عن رسول الله صلى الله عليه وَسلم من نعوتهم وَأمارتهم، وَأقدم ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وَسلم في التعوذ منه، وَالتضرع إليه في الاستعاذ منه، وَالاعتصام به من النفاق، وَمن منكرات الأخلاق.