للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واجعل النوبة الأولى أطول من الأخيرة فإنهما أيسرهما لقربهما من النهار، ولا تخف من عقوبة المستحق، ولا تلجن فيها ولا تسرع إليها ولا تخذلها مدفعا ولا تغفل عن أهل عسكرك فتفسدهم، ولا تتجسس عليهم فتفضحهم، ولا تكشف الناس عن أسرارهم واكتف بعلانيتهم. ولا تجالس العباثين وجالس أهل الصدق والوفاء، وأصدق اللقاء، ولا تجبن فيجبن الناس. واجتنب الغلول (الخيانة في المغنم) فإنه يقر بالفقر ويدفع النصر، وستجدون أقواما حبسوا أنفسهم في الصوامع فدعهم وما حبسوا أنفسهم له (١)) .

وهذه من أحسن الوصايا وأكثرها نفعا لولاة الأمر، فإنه يذكر فيها واجبات القائد نحو جنده، ونحو عدوه، ومنع تعرض القائد للمتدينين الذين حبسوا أنفسهم في الصوامع احتراما لدينهم.

وقد انقسم الجيش إلى ثلاثة أقسام كل قسم مؤلف من ٥٠٠٠ مقاتل، وأمر على اثنين منهما شرحبيل بن حسنة الذي كان قد قدم من عند خالد بن الوليد إلى أبي بكر، وعلى الثالث عمرو بن العاص، وعين لكل جيش وجهته في الشام فوجه عمرا إلى أيلة على رأس خليج العقبة (٢) . ومن ثم لغزو جنوب الشام أو فلسطين، ووجه يزيد


(١) راجع (الكامل) لابن الأثير الجزء الثاني عند ذكر فتوح الشام.
(٢) أيلة: مدينة لليهود حرم الله عليهم صيد السمك يوم السبت فخالفوه فمسخوا قردة وخنازير.

<<  <   >  >>