للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال رجل لخالد: (ما أكثر الروم وأقل المسلمين) .

فقال خالد: (ما أقل الروم وأكثر المسلمين. إنما تكثر الجنود بالنصر وتقل بالخذلان لا بعدد الرجال. والله لوددت أن الأشقر"فرسه" بَرَاءٌ من توجيه وأنهم أضعفوا في العدد) وكان فرسه قد حفى في مسيره. ثم أمر خالد عكرمة والقعقاع وكانا على مجنبتي القلب فأنشبا القتال وارتجز القعقاع وقال:

يا ليتني ألقاك في الطراد ... قبل اعترام الجحفل الوراد

وأنت في حلبتك الوراد

وقال عكرمة:

قد علمت بهكنة الجواري ... أني على مكرمة أحامي

فنشب القتال، والتحم الناس، وتطارد الفرسان، ثم أتى البريد كما ذكرنا.

[إسلام جرجة.]

- ثم خرج (جرجة) حتى كان بين الصفين، ونادى ليخرج إلي خالد فخرج إليه خالد، وأقام أبا عبيدة مكانه فواقفه بين الصفين حتى اختلفت أعناق دابتيهما، وقد أمن أحدهما صاحبه، فقال جرجة:

(يا خالد أصدقني ولا تكذبني، فإن الحر لا يكذب، ولا تخادعني

<<  <   >  >>