للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

راهط (١) فأغار على غسان في يوم فصحهم (٢) فقاتل وأرسل سرية إلى كنيسة بالغوطة فقتلوا الرجال وسبوا النساء وساقوا العيال إلى خالد ثن سار حتى وصل بصرى فقاتل من بها فظفر بهم وصالحهم، فكانت بصرى أول مدينة فتحت بالشام على يد خالد وأهل العراق وبعث بالأخماس إلى أبي بكر، ثم سار فطلع على المسلمين في ربيع الآخر باليرموك، فوجدهم يقاتلون الروم متساندين كل أمير على جيش، وشرحبيل بن حسنة على جيش وعمرو بن العاص على جيش. فقال خالد:

(إن هذا اليوم من أيام الله، لا ينبغي فيه الفخر، ولا البغي فأخلصوا لله جهادكم، وتوجهوا لله تعالى بعملكم، فإن هذا يوم له ما بعده؛ وإن من وراءكم لو يعلم عملكم حال بينكم وبين هذا. فاعلموا فيما لم تؤمروا به بالذي ترون أنه هو الرأي من واليكم) .

قالوا فما الرأي؟ قال إن الذي أنتم عليه أشد على المسلمين مما غشيهم. وأنفع للمشركين من أمدادهم. ولقد علمت أن الدنيا فرقت بينكم. والله فهلموا فلنتعاور (٣) الإمارة. فليكن علينا بعضنا


(١) مرج راهط بنواحي دمشق وهو أشهر المروج في الشعر فإذا ذكر مرج في الشعر فإياه يعني.
(٢) فصح النصارى مثل الفطر وزناً ومعنى وهو الذي ياكلون فيه اللحم بعد الصيام وهو عيد لهم مثل عيد المسلمين.
(٣) أي نتداول.

<<  <   >  >>