للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك من كلام خلقه، بصير يما يعملون ويعمل جميع عباده.

قوله تعالى: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} عن ابن عباس قال: لما نزل قوله تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً} قالت اليهود: يا محمد، افتقر ربُّك فسأل عبادَه القرض، فأنزل الله: {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ} الآية.

قوله تعالى: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} قال البغوي: {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ} ما يُسِرّونه

{إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: ٤٦] {أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى} [العلق: ١٤] ، {الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [الشعراء: ٢١٧: ٢١٩]

عن غيرهم ويتناجونه بينهم، {بَلَى} نسمع ذلك ونعلم، {وَرُسُلُنَا} أيضاً من الملائكة يعني الحفظة {لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ} .

قوله تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} قال ابن عباس: أسمع دعاءكما فأجيبه، وأرى ما يراد بكما فأمنعه، لست بغافل عنكما فلا تهتما.

وقال ابن جرير: يقول الله تعالى ذكره: قال الله لموسى وهرون {لا تَخَافَا} فرعون، {إِنَّنِي مَعَكُمَا} أعِينكما عليه، وأبصركما {اسْمَعُ} ما يجري بينكما وبينه، فأُفهِمُكما ما تحاورانه به، {وَارَى} ما تفعلان ويفعل، لا يخفى علي من ذلك شيء.

<<  <   >  >>