وقوله:{وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} يقول تعالى ذكره: وخلق الذي نزَّل على محمد الفرقان كلَّ شيء، فالأشياء كلها خلقه وملكه، وعلى المماليك طاعة مالكهم وخدمة سيدهم دون غيره، يقول: وأنا خالقكم ومالِكُكم، فأخلصوا لي العبادة دون غيري.
وقوله:{فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا} يقول: فسوَّى كلَّ ما خلق، وهيَّأه لما يصلح له فلا خلل فيه ولا تفاوت.
قوله تعالى:{مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ * عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} يقول تعالى: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ} أي لو كان معه آلهة لذهب كل إله بما خلق {وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ} أي لغلب بعضهم بعضاً كالعادة بين الملوك، {سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} من الولد والشريك، {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ} أي: ما غاب عن خلقه وما رأوه.
{فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: فارتفع الله وعلا عن شرك هؤلاء المشركين، ووصفِهِم إياه بما يصفون.
قوله تعالى:{فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الأمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} قال ابن جرير: يقول: فلا تمثلوا لله الأمثال، ولا تشبهوا له الأشباه؛ فإنه لا مِْثلَ له ولا شِبه، فإنه أحدٌ صمدٌ، لم يلد ولم يُولد، ولم يكن له كُفُواً أحد.