للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جرير: يقول تعالى ذكره إلى الله يصعد ذكر العبد إياه, وثناؤه عليه، {وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} يقول: ويرفع ذكر العبد ربه إليه العمل الصالح، وهو العمل بطاعته، وأداء فرائضه، والانتهاء إلى ما أمره به.

ثم ذكر بسنده عن عبد الله قال: إذا حدثناكم بحديث أتيناكم بتصديق ذلك من كتاب الله، إن العبد المسلم إذا قال: سبحان الله وبحمده، الحمد لله، لا إله إلا الله، والله أكبر، تبارك الله، أخذهن مَلَك فجعلهن تحت جناحيه، ثم صعد بهن إلى السماء، فلا يمر على جمع من الملائكة إلا استغفروا لقائلهن حتى يجيء بهن وجه الرحمن, ثم قرأ عبد الله {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ} .

قوله تعالى: {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لأظُنُّهُ كَاذِبًا} قال ابن جرير: يقول تعالى ذكره: وقال فرعون لما وعظه المؤمنُ من آلِهِ بما وعظه به، وزجره عن قتل موسى نبي الله،

وَقَوْلُهُ: {أَأَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يَخْسِفَ بِكُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ}

[الملك: ١٦] . {أَمْ أَمِنتُم مَّن فِي السَّمَاء أَن يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} [الملك: ١٧] . {هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنزِلُ مِنَ السَّمَاء وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الحديد: ٤] .

وحذره من بأس الله على قيله (اقتله) ما حذره لوزيره هامان وزير السوء: {يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الأسْبَابَ} يعني: بناءً.

{لَعَلِّي أَبْلُغُ الأسْبَابَ} : لعلي أبلغ من أسباب السموات أسباباً أتسبَّبُ بها إلى رؤية إله موسى.

وقوله: {وَإِنِّي لأظُنُّهُ كَاذِبًا} يقول: وإني لأظن موسى كاذباً فيما يقول ويدَّعي من أن له في السماء رباً أرسله إلينا.

<<  <   >  >>